فلما كثر الجدال بينهما قال الحر: إني لم أؤمر بقتالك، وإنما أمرت ألا أفارقك، وقد رأيت رأيًا فيه السلامة من حربك، وهو أن تجعل بيني وبينك طريقًا، لا تدخلك الكوفة، ولا تردك إلى الحجاز، تكون نصفًا بيني وبينك حتى يأتينا رأي الأمير.
قال الحسين: فخذ هاهنا، فأخذ متياسرًا من طريق العذيب، ومن ذلك المكان إلى العذيب ثمانية وثلاثون ميلًا، فسارا جميعًا حتى انتهوا إلى عذيب الحمامات (^١)، فنزلوا جميعًا، وكل فريق منهما على غلوه (^٢) من الآخر) (^٣).
ذكر نحوًا منها: ابن سعد (^٤) مختصرًا، والبلاذري (^٥)، والطبري (^٦) مطولًا.
* لقاء الحسين ﵁ بعبيد الله بن الحر الجعفي:
[٦٢]- (ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنًا عن طريق الكوفة حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل (^٧)، فنزلوا جميعًا هناك، فنظر الحسين إلى فسطاط مضروب، فسأل عنه، فأخبر أنه لعبيد الله بن الحر الجعفي (^٨)، وكان