فجاءت رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مائة ألف) (^١).
والطبري بمثلها وزاد: (وأقبلت الشيعة تختلف إليه، فلما اجتمعت إليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين، فأخذوا يبكون، فقام عابس بن أبي شبيب الشاكري (^٢)، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال:
أمّا بعد، فإني لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أغرك منهم، واللّه لأحدثنك عما أنا موطن نفسي عليه، واللّه لأجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتّى ألقى اللّه، لا أريد بذلك إلا ما عند الله.
فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي (^٣)، فقال: رحمك اللّه! قد قضيت ما في نفسك، بواجز مِنْ قولك، ثمّ قال: وأنا واللّه الّذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه.
ثمّ قال الحنفي مثل ذلك فقال الحجاج بن علي (^٤): فقلت لمحمّد بن بشير (^٥): فهل كان منك أنت قول؟ فقال: إن كنت لأحب أن يعز اللّه أصحابي بالظفر، وما كنت لأحب أن أقتل، وكرهت أن أكذب) (^٦).