الحسين ﵁ فمن ذلك وَعْدُه للوليد حينما قال: إن مثلي لا يبايع سرًّا، فإذا اجتمع الناس بايعت، وهذا وعد منه بالبيعة ليزيد علانية، وأنه لم يرفض البيعة إلا أن كونها سرًّا، ثم يخرج إلى مكة ولا يبايع، فيعتبر أنه أخلف الوعد، فنبرأ إلى الله أن يوصف ابن بنت رسول الله ﷺ بهذه الصفة والمانع من ذلك عدالته.
- وأما عبد الله بن الزبير ﵁، فتذكر الروايات أنه راوغ الوليد بن عتبة، ووعده أنه سوف يحضر إليه، ثم خرج إلى مكة، وبعضها تذكر أنه هو مَنْ قال: لا أبايع سرًّا فإذا اجتمع الناس وبايعوا بايعت، وكل ذلك من الوعود التي قطعها عبد الله بن الزبير ﵁ على نفسه ثم لم يتمها، وهذا لا يمكن قبوله على عبد الله بن الزبير ﵁ والمانع من ذلك عدالته.
وفيها اتهام لمروان بن الحكم أنه أشار على الوليد أن يدعو الحسين ﵁ وعبد الله بن الزبير ﵁ للبيعة فإن رفضا فاقتلهما، وهذا يخالف ما ورد عن مروان بن الحكم أنه أرسل إلى عبيد الله بن زياد حينما خرج الحسين ﵁ إلى العراق فقال: (أما بعد: فإن الحسين بن علي قد توجه إليك، وهو الحسين بن فاطمة وفاطمة بنت رسول الله ﷺ. وبالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين. فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره. والسلام) (^١).
- وخلاصة القول أن جميع ما ذكرته الرواية رقم (٣١) التي جاءت بوصية معاوية ﵁ لابنه يزيد حدث بالتفصيل فيما جاء به هذه الرواية التي تحدثت عن ما بعد وفاة معاوية ﵁، وكأنها حكت الواقع الذي وصفته الوصية، ومن ذلك عدم معارضة عبد الله بن عمر ﵁، ومراوغة عبد الله بن الزبير ﵁، وما سوف يأتي من خبر دعوة أهل العراق للحسين ﵁، وخروجه