333

Fitnat maqtal ʿUthmān b. ʿAffān

فتنة مقتل عثمان بن عفان

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

أقبلت من مكة، فإني لأسير إذ غمزني غامز من خلفي، فالتفتّ فإذا المختار. فقال لي: يا شيخ ما بقي في قلبك من حبّ ذاك الرجل -يعني عليًا - قلت: إني أشهد الله أني أحبه بسمعي وقلبي، وبصري، ولساني، قال: ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي، وسمعي، وبصري، ولساني، قال: قلت: أبيت والله إلا تثبيطًا عن آل محمد وتربيثًا (^١) لحراق المصاحف - أوقال: خراق، أو أحدهما يشك أبو داود - فقال سويد: والله لا أحدثمكم إلا شيئًا سمعته من علي بن أبي طالب - سمعته يقول: يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرًا - أو قولوا له خيرًا - في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعًا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرًا، قلنا فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحدٍ، فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف. قلنا: فنعم ما رأيت. قال فقيل: أي الناس أفصح، وأي الناس أقرأ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد بن ثابت، فقال: ليكتب أحدهما، ويملي الآخر. ففعلا، وجمع الناس على مصحف. قال: قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل" (^٢)، (^٣).

(^١) في الأصل: "ترثيثًا"، والصواب ما أثبته، ومعناه: تثبيطًا، كما ي النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٨٢).
(^٢) يعني لو ولي قبل إنفاذ الجمع لجمعه.
(^٣) المصاحف (٢٨ - ٢٩ العلمية).

1 / 364