92

Sūrat al-Wāqiʿa wa-manhajuhā fī al-ʿaqāʾid

سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد

Publisher

دار التراث العربي

Edition Number

الثالثة-١٤١٨ هـ

Publication Year

١٩٨٨ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

القرآن يستدل بالطبيعة على البعث
استخدم القرآن مظاهر الطبيعة المحسوسة في مقام الدليل على البعث لأن مشاهد الطبيعة يمكن إدراكها في كل البيئات، وارطبات الإنسان بها دائم، مع كل تطور حضارى. وجانب الاستدلال في هذا المقام مرتبط بقاعدة خلق الإبداع، وخلق الإرجاع التي سبق ذكرها وقد قدم القرآن لهذا الاستدلال بثلاثة أصول:
الأصل الأول: هو إيمان المشركين بالخالقية. مع إنكارهم التوحيد فقط.
قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
والآيات الكريمات تليت على المشركين، ولم ينكروا مضمونها.
فهم يعترفون بالخالقية لله، لأن أحد من شركائهم لم يتصور العقل مهما كان انحطاطه أنه خلق الكون..
لقد كان المشركون يقولون في تلبيتهم حول البيت. لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك.
وقد وصف الله أكثرهم بعدم العقل، لأنهم يعترفون بأن الله يحيي الأرض بعد موتها،ثم يشكون في قدرته على البعث. مع أن الخلق الأول، دليل على الخلق الثانى.
الأصل الثانى: أن الله سبحانه خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

1 / 103