Sūrat al-Wāqiʿa wa-manhajuhā fī al-ʿaqāʾid
سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد
Publisher
دار التراث العربي
Edition Number
الثالثة-١٤١٨ هـ
Publication Year
١٩٨٨ م
Publisher Location
القاهرة
Genres
وفى سورة النبأ: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا)
وفى سورة النازعآت: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٣) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى)
وفى سورة عبس: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
وهكذا في سور كثيرة من القرآن يأتي الحديث عن البعث عقب الحديث عن الطعام فما سر ذلك وأي علاقة بين الطعام والقيامة؟
أولا: تكوين النبات داخل الأرض ثم انشقاقها لخروجه صورة مصغرة لتكوين أجسامنا في الأرض تمهيدًا لخروجها لفصل الحساب.
ثانيًا: من الناحية النفسية:
يهدف القرآن إلى إنشاء عملية (المنعكس الشرطى) كما يسميه علماء النفس، بين مشاهدة النبات وتذكر الآخرة لأن هذا الارتباط الذهنى يقوم السلوك البشرى ويهذبه.
فكلما رأينا النعيم تذكرنا الآخرة.
إن الإنسان عندما يدخل محل للطعام ويعرض عليه صاحب المحل أنواع الطعام فإن الإنسان يتخير الأنواع التي يمكنه أن يدفع ثمنها لأنه يعلم أن عقب الطعام سيدفع الحساب.
وهذا هو المعنى الذي يهدف القرآن إليه.
إنَّ القرآنَ يريد أن يربي المسلم على أن بعد الطعام في الدنيا حساب في الآخرة: (وأيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به)
ثالثا: يربط القرآن بين النبات والبعث لأن الطعام الذي نأكل ليس فيه حياة عند أكله فإذا تمَّ هضمُه تحول هذا الطعام الميت
1 / 140