فرح أهل المدينة
وما فرح أهل المدينة بشيء فرحهم برسول الله ﷺ حتى جعل الإماء والصبيان يقولون: هذا رسول الله ﷺ قد جاء، ولعبت الحبشة لقدومه بحرابهم فرحًا بذلك، وكانت الحبشة يَزْفِنُونَ (^١) بين يدي رسول الله ﷺ ويرقصون، ويتكلمون بكلام لا يفهمه، فقال رسول الله ﷺ: "ما يقولون؟ " قالوا: يقولون: محمد عبد صالح.
وما عَدُّوا (^٢) من مبعث النبي ﷺ ولا من وفاته، ما عَدُّوا إلا من مقدمه المدينة.
(^١) أَي: يرقصون. من زفن يزفن: رقص.
(^٢) يعني: ما أرّخ الصحابة ببعثته ﵊ ولا بوفاته، وإنما أرخوا بهجرته.