208

Al-Shīʿa wa Ahl al-Bayt

الشيعة وأهل البيت

Publisher

إدارة ترجمان السنة

Publisher Location

لاهور - باكستان

Genres

يا أمير المؤمنين! ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟، قال: بلى ورب الكعبة المسدنة! قالوا: فلم تمنعنا من شتمهم ولعنهم؟
قال: كرهت لكم أن تكونوا شتامين، لعانين، ولكن قولوا: اللهم احقن دمائنا ودمائهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم" الخ (١).
وهذا هو علي بن أبي طالب الذي لا يرضى أن يشتم أهل الشام، ومحاربه معاوية بن أبي سفيان، ويمنعهم عن ذلك، هل يتوقع منه أنه يرضى بلعن أهل المدينة، مدينة النبي، وشتم أصحاب النبي ورحمائه وأصهاره؟
ثم ولقد صرح بإسلامهم وإيمانهم مع محاربتهم إياه، ومقالته إياهم بأنهم ليسوا بكفره، مرتدين، خارجين عن الإسلام والدين.
كما رواه جعفر عن أبيه "أن عليًا ﵇ كان يقول لأهل حربه إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنا على حق، ورأوا أنهم على حق" (٢).
ويقول في خطبته أمام أنصاره ومخالفيه:
فلقد كنا مع رسول الله ﷺ، وإن القتل ليدور على الآباء والأبناء، والأخوان والقرابات، فما نزداد على كل مصيبة وشدة إلا إيمانًا، ومضيًا على الحق، وتسليمًا للأمر، وصبرًا على مضض الجراح. ولكنا إنما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج والشبه والتأويل" (٣).
وأصرح من ذلك:
"أوصيكم عباد الله بتقوى الله، فأنها خير ما تواصى العباد به، وخير عواقب

(١) "الأخبار الطوال" ص١٦٥ تحت وقعة الصفين ط القاهرة
(٢) "قرب الأسناد" للحمير ص٤٥ ط مكتبة نينوى طهران
(٣) "نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص١٧٩

1 / 211