The Sects of the Salaf

Al-Shawkani d. 1250 AH
9

The Sects of the Salaf

التحف في مذاهب السلف ط الصحابة

Investigator

سيد عاصم علي

Publisher

دار الصحابة للتراث للنشر والتحقيق والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م

Publisher Location

طنطا - مصر

Genres

والفرية على الْفطْرَة وكل فَرد من أفرادها قد تنازعت فِيهِ عُقُولهمْ وتخالفت عِنْده إدراكاتهم فَهَذَا يَقُول حكم الْعقل فِي هَذَا الْكَلَام كَذَا وَهَذَا يَقُول حكم الْعقل فِي هَذَا كَذَا ثمَّ يَأْتِي بعدهمْ من يَجْعَل ذَلِك الَّذِي يعقله من يقلده ويقتدي بِهِ أصلا يرجع إِلَيْهِ ومعيارا لكَلَام الله تَعَالَى وَكَلَام رَسُوله ﷺ يقبل مِنْهُمَا مَا وَافقه وَيرد مَا خَالفه فيا لله للْمُسلمين وَيَا لعلماء الدّين من هَذِه الفواقر الموحشة الَّتِي لم يصب الْإِسْلَام وَأَهله بِمِثْلِهَا وَأغْرب من هَذَا وأعجب وأشنع وأفظع أَنهم بعد أَن جعلُوا هَذِه التعقلات الَّتِي تعقلوها على اخْتلَافهمْ فِيهَا وتناقضهم فِي معقولاتها أصولا ترد إِلَيْهَا أَدِلَّة الْكتاب وَالسّنة جعلوها معيارا لصفات الرب تَعَالَى فَمَا تعقله هَذَا من صِفَات الله قَالَ بِهِ جزما وَمَا تعقله خَصمه مِنْهَا قطع بِهِ فأثبتوا لله تَعَالَى الشَّيْء ونقيضه اسْتِدْلَالا بِمَا حكمت بِهِ عُقُولهمْ الْفَاسِدَة وتناقضت فِي شَأْنه وَلم يلتفتوا إِلَى مَا وصف الله بِهِ نَفسه أَو وَصفه بِهِ رَسُوله ﷺ بل إِن وجدوا ذَلِك مُوَافقا لما تعقلوه جَعَلُوهُ مؤيدا لَهُ ومقويا وَقَالُوا قد ورد دَلِيل السّمع مطابقا لدَلِيل الْعقل وَإِن وجدوه مُخَالفا لما تعقلوه جَعَلُوهُ واردا على خلاف الأَصْل ومتشابها وَغير مَعْقُول الْمَعْنى وَلَا ظَاهر الدّلَالَة ثمَّ قابلهم الْمُخَالف لَهُم بنقيض قَوْلهم فافترى على عقله بِأَنَّهُ قد تعقل خلاف مَا تعقله خَصمه وَجعل ذَلِك أصلا يرد إِلَيْهِ أَدِلَّة الْكتاب وَالسّنة وَجعل الْمُتَشَابه عِنْد أُولَئِكَ محكما عِنْده والمخالف لدَلِيل الْعقل عِنْدهم مُوَافقا لَهُ عِنْده فَكَانَ حَاصِل كَلَام هَؤُلَاءِ أَنهم يعلمُونَ من صِفَات الله مَا لَا يُعلمهُ وَكَفاك هَذَا وَلَيْسَ بعده شَيْء وعنده يتعثر الْقَلَم حَيَاء من الله ﷾ وَرُبمَا استبعد هَذَا مستبعد واستنكره مستنكر وَقَالَ إِن فِي كَلَامي هَذَا مُبَالغَة وتهويلا وتشنيعا وتطويلا وَأَن الْأَمر أيسر من أَن يكون حَاصله هَذَا الْحَاصِل وثمرته مثل هَذِه الثَّمَرَة الَّتِي أَشرت إِلَيْهَا فَأَقُول خُذ جملَة الْبلوى ودع تفصيلها واسمع مَا يصك سَمعك وَلَوْلَا هَذَا الإلحاح

1 / 21