197

The Sealed Nectar with Additions

الرحيق المختوم مع زيادات

Publisher

دار العصماء

Edition Number

الأول

Publication Year

١٤٢٧

Publisher Location

دمشق

Genres

ليعلوها، فلم يستطع، لأنه كان قد بدّن وظاهر بين الدرعين، وقد أصابه جرح شديد. فجلس تحته طلحة بن عبيد الله، فنهض به حتى استوى عليها وقال: أوجب طلحة «١»، أي الجنة. آخر هجوم قام به المشركون: ولما تمكن رسول الله ﷺ من مقر قيادته في الشعب؛ قام المشركون بآخر هجوم حاولوا به النيل من المسلمين. قال ابن إسحاق: بينا رسول الله ﷺ في الشعب إذ علت عالية من قريش الجبل- يقودهم أبو سفيان وخالد بن الوليد- فقال رسول الله ﷺ: اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا، فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل «٢» . وفي مغازي الأموي أن المشركين صعدوا على الجبل، فقال رسول الله ﷺ لسعد: أجبنهم- يقول: ارددهم- فقال: كيف أجبنهم وحدي؟ فقال ذلك ثلاثا، فأخذ سعد سهما من كنانته، فرمى به رجلا فقتله، قال: ثم أخذت سهمي أعرفه فرميت به آخر، فقتلته، ثم أخذته أعرفه فرميت به آخر فقتلته فهبطوا من مكانهم، فقلت: هذا سهم مبارك، فجعلته في كنانتي. فكان عند سعد حتى مات، ثم كان عند بنيه «٣» . تشويه الشهداء: وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ضد النبي ﷺ. ولما لم يكونوا يعرفون من مصيره شيئا- بل كانوا على شبه اليقين من قتله- رجعوا إلى مقرهم، وأخذوا يتهيأون للرجوع إلى مكة، واشتغل من اشتغل منهم- وكذا اشتغلت نساؤهم- بقتلى المسلمين، يمثلون بهم، ويقطعون الآذان والأنوف والفروج، ويبقرون البطون، وبقرت هند بنت عتبة كبد حمزة، فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها، واتخذت من الآذان والأنوف خدما- خلاخيل- وقلائد «٤» .

(١) ابن هشام ٢/ ٨٦. (٢) نفس المصدر. (٣) زاد المعاد ٢/ ٩٥. (٤) ابن هشام ٢/ ٩٠.

1 / 213