The Scientific Method for Students of Islamic Law
المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
Publisher
بدون
Edition Number
الرابعة
Publication Year
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
وهَاكَ مِنْ شَذَاتِ العِلْمِ وفَضَائِلِه، مَا قَالَهُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ ﵁: "تَعَلَّمُوا العِلْمَ فإنَ تَعَلُّمَه للهِ خَشْيَةٌ، وطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، ومُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ، والبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وتَعْلِيمَه لمِنْ لا يَعْلَمُ صَدَقَةٌ، وبَذْلَهُ لأهْلِهِ قُرْبَةٌ!
لأنَّه مَعَالِمُ الحَلالِ والحَرَامِ، والأنِيسُ في الوَحْشَةِ، والصَّاحِبُ في الخَلْوَةِ، والدَّليلُ عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، والزَّينُ عِنْدَ الأخِلَّاءِ، والقُرْبُ عِنْدَ الغُرَبَاءِ.
يَرْفَعُ اللهُ بِه أقْوَامًا فَيَجْعَلَهُم في الخَلْقِ قُدَاةً يُقْتَدَى بِهِم، وأئِمَّةً في الخَلْقِ تُقْتَصُّ آثَارُهُم، ويُنتهَى إلى رَأيِهِم، وتَرْغَبُ المَلائِكَةُ في حُبِّهِم؛ بأجْنِحَتِهِم تَمْسَحُهُم، حَتَّى كُلُّ رَطِبٍ ويَابِسٍ لَهُم مُسْتَغْفِرٌ، حَتَّى حِيتَانُ البَحْرِ وهَوَامُه، وسِبَاعُ البَرِّ وأنْعَامُه، والسَّمَاءُ ونُجُوْمُها؛ لأنَّ العِلْمَ حَيَاةُ القُلُوْبِ مِنَ العَمَى، ونُوْرُ الأبْصَارِ مِنَ الظُّلَمِ، وقُوَّةُ الأبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ.
يَبْلُغُ بِه العَبْدُ مَنَازِلَ الأحْرَارِ ومُجَالَسَةَ المُلُوْكِ، والدَّرَجَاتِ العُلَى في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، والفِكْرُ بِه يُعْدَلُ بالصِّيَامِ، ومُدَارَسَتُه بالقِيَامِ، بِه يُطَاعُ اللهُ ﷿، وبِه يُعْبَدُ اللهُ ﷿!
وبِه تُوْصَلُ الأرْحَامُ، وبِه يُعْرَفُ الحَلالُ مِنَ الحَرَامِ، إمَامُ العَمَلِ، والعَمَلُ
1 / 20