257

Al-aḥkām al-mutarattiba ʿalā al-ḥayḍ waʾl-nifās waʾl-istiḥāḍa

الأحكام المترتبة على الحيض والنفاس والاستحاضة

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الوجه الثالث: أنَّ الصلاة تجب بالوقت، فصار أمره بالوضوء لوقت كلِّ صلاة أمرًا بالوضوء لكلِّ صلاة، لأنَّ المقصود بالوضوء الصلاة دون الوقت (١).
٢ - ولأنها طهارة عُذر وضرورة، فتقيَّدت بالوقت كالتيمُّم (٢).
ونوقش: بأنَّ الأصل المقيس عليه غير مسلَّم؛ إذ لا نُسلِّم بأنَّ طهارته مُقيَّدة بِمُدَّة؛ إذ لا تبطل عندنا ما لم يحدث.
٣ - ولأنَّ كلَّ طهارة صحَّ أن يؤدَّى بها النفل صحَّ أن يؤدِّي بها الفرض قياسًا على غير المستحاضة (٣).
ونوقش: بأنَّ القياس فاسد الموضوع، لأنَّ النفل أخفُّ حالًا وأقل شروطًا، والفرض أغلظ حالًا وآكد شروطًا، فلم يجز مع اختلاف موضوعهما بالتخفيف والتغليظ أن يجمع بينهما فيما اختلفا فيه من تخفيف وتغليظ، على أنَّ المعنى في أصله المردود إليه من طهارة غير المستحاضة أنها طهارة يصلِّي بها الفروض المؤدَّاة (٤).
٤ - ولأنها طهارة عُذر فوجب أن يتقدَّر بالوقت دون الفعل، قياسًا على المسح على الخُفين (٥).
ونوقش: بأنَّ القياس لا يصحُّ؛ لأنَّ المسح طهارة رفاهية، وطهارة المستحاضة طهارة ضرورية، ثم المعنى في المسح أنها لما جاز أن يؤدَّى بها فرضَين في وقتَين جاز في وقت، وههنا بخلافه (٦).
٥ - ولأنَّ الوقت أقيم مقام الأداء تيسيرًا فيدار الحكم عليه.

(١) الحاوي (١/ ٤٤٢).
(٢) المغني (١/ ٤٢٣) كشاف القناع (١/ ٢١٥) المبدع (١/ ٢٩١).
(٣) ذكره لهم صاحب الحاوي (١/ ٤٤٢) وهو من باب الإيراد على الشافعية اللذين يجيزون أن يصلي به النافلة دون فريضة ثانية
(٤) الحاوي (١/ ٤٤٢).
(٥) الحاوي (١/ ٤٤٢).
(٦) الحاوي (١/ ٤٤٢).

1 / 261