فعلًا كان في آخر كلامك.. فقال له: إن العقل البشري لا يستطيع التركيز إلا على معلومة واحد فقط في وقت محدد، فأنت إذا ركزت على الذي تقوله ستتكلم كثيرًا، أما إذا ركزت على أن تكون في طاعة تامة، وبإخلاص تام، ووفاء تام لله ﷿، فستجد نفسك في أعلى درجات الذات.. فقال له: وماذا يعني الذات؟ فقال: إن فيك ذاتين، ذاتًا عليا وذاتًا سفلى، أو بمعنى آخر: النفس المطمئنة والنفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء، والنفس العليا أي الجهات العليا.. فقال له: وما هي الجهات العليا؟ فقال له: وهي التي تتجه إلى الله ﷾، ولقد قال الله ﷿: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (١) .
فلمعت عينا الشاب وقال له: لكم أتوق لأن أكون كذلك.. فقال له: ستكون إن شاء الله.. فقال الشاب: وهل بذلك أكون قد تعلمت فن الاتصال؟ فقال له: إن فن الاتصال جزء يسير من الأخلاق، والأخلاق تصلك أكثر بالله ﷾، فهيا بنا نرجع مرة أخرى إلى الطريق الذي بدأناه ووصلنا منه إلى الأخلاق.. فقال له: ماذا كان قبل الأخلاق؟ قال: النية.. قال: وقبل النية؟ قال: التوكل على الله ﷾.. قال: وقبل