169

Al-daʿwa al-iṣlāḥiyya fī bilād Najd ʿalā yad al-Imām Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb wa-aʿlāmuhā min baʿdih

الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Genres

حينما كان يعرض نفسه في مكة على القبائل١قائلا: " ألا من رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي" ٢، وأيضا اشتراطه ﷺ للنصرة والمنعة على الأنصار حين اتفق معهم ﷺ على الهجرة إلى المدينة بقوله ﷺ: " وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" ٣.
فيستفاد من موقفه هذا ﵊ أهمية وجود الحماية والنصرة للداعية ليقوم بالبلاغ وهو مطمئن على نفسه وأتباعه من أعداء الحق٤.
ولهذا كله حرص الشيخ ﵀ على الاتصال بالحاكم المناصر والمؤيد للدعوة فبدأ ذلك باتصاله بابن معمر أمير العيينة، ولكن هذا الأمير لم يستطع إكمال تلك المناصرة نتيجة لخوفه من سليمان آل محمد حاكم الأحساء فقام بإخراج الشيخ، الذي اتجه بعد ذلك إلى الدرعية، كما سبق أن عرفنا في مراحل دعوة الشيخ.

١ انظر: ابن كثير، السيرة النبوية، ١/٤٣٧.
٢ رواه الترمذي في كتاب فضائل القرآن عن رسول الله، باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي ﷺ، وقال الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح"، رقم: ٢٩٢٥.
٣ رواه الإمام أحمد في المسند من حديث جابر، رقم:١٤٤٥٦، وصححه الشيخ الأرناؤوط،٢٢/٣٤٨.
٤ ويدل على أهمية ذلك أيضا قوله تعالى على لسان نبيه لوط ﵇: ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ [هود: ٨٠] .

1 / 186