82

The Rectification of the Dictionary of Verbal Prohibitions

المستدرك على معجم المناهي اللفظية

Publisher

دار طيبة النشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

الرياض - السعودية

Genres

(والوسط العدل) من كلام النبي ﷺ، وليس مدرجًا كما توهم البعض (^١). وأيضًا فهذا التفسير هو المتسق مع كون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس؛ قال الشنقيطي في تفسير قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾: "أي خيارًا عدولًا، ويدل لأن الوسط الخيار العدول قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (^٢) " (^٣). ثم إن تفسير الوسطية بالعدالة والخيرية هو المتفق مع مرتبة الشهادة التي نالتها هذه الأمة؛ فالشاهد لا بد أن يكون عدلا، وفي فتح الباري: "وشرط قبول الشهادة العدالة، وقد ثبت لهم هذه الصفة بقوله وسطا، والوسط العدل" (^٤). وهذا التفسير مروي عن جمع غفير من السلف؛ منهم: ابن عباس ومجاهد وقتادة وعطاء وغيرهم (^٥). وقد قال الطبري ﵀: "فمعنى ذلك: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا: عدولًا لتكونوا شهداء لأنبيائي ورسلي على أممهم بالبلاغ … " (^٦). وقال الحافظ ابن كثير: "والوسط ههنا: الخيار والأجود؛ كما يقال: قريش أوسط العرب نسبًا ودارًا؛ أي خيرها، وكان رسول الله وسطًا في قومه؛ أي أشرفهم نسبًا" (^٧)، ثم استدل ﵀ بحديث أبي سعيد السابق.

(^١) فتح الباري (٨/ ١٧٢). (^٢) سورة آل عمران، الآية (١١٠). (^٣) أضواء البيان (١/ ٧٥). (^٤) فتح الباري (١٣/ ٣١٦). (^٥) انظر تفسير الطبري (٣/ ١٤٤ - ١٤٥). (^٦) المصدر السابق (٣/ ١٤٥). (^٧) تفسير القرآن العظيم (١/ ١٩١).

1 / 86