لأهلها فانفرجت الصخرة فخرجوا (^١)، وهذا الحديث يدل على شرعية التوسل إلى الله سبحانه بصالح الأعمال، ومن ذلك: التوسل بدعاء الحي وشفاعته كما كان الصحابة ﵃ يطلبون من النبي ﷺ أن يدعو لهم، ولما أجدبوا سألوا رسول الله ﷺ أن يستسقي لهم، فدعا الله سبحانه في خطبة الجمعة، ورفع يديه وقال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا" (^٢) فأنزل الله المطر في الحال، ومرة خرج بهم إلى الصحراء فصلي بهم ركعتين وخطبهم واستغاث الله سبحانه وتضرع إليه وألح في الدعاء ورفع يديه فأغاثهم الله سبحانه، ولما وقع الجدب في عهد عمر بن الخطاب ﵁ أمر العباس بن عبد المطلب عم النبي ﷺ أن يستغيث بالناس، فدعا العباس ﵁، وأمن المسلمون على دعائه، فأغاثهم الله.
فهذه هي التوسلات الشرعية، أما التوسل بجاه فلان، أو حق فلان، أو ذات فلان، فهو توسل غير مشروع، بل بدعة عند جمهور أهل العلم.
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعًا، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر عباده في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" (^٣).
(^١) الحديث في البخاري برقم (٢٢١٥) وغيره، ومسلم برقم (٢٧٤٣).
(^٢) متفق عليه: رواه البخاري برقم (١٠١٤)، ومسلم برقم (٨٩٧).
(^٣) "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"، (٤/ ٣١٧ - ٣١٩). وانظر في: "الدرر السنية" (١/ ٥١٣) فتوى للشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن ﵀ حول هذا الدعاء.