بالقدوم عليه، فأذن له، فقال: أيها الأمير! ألا أحدثك بشيء حدثني أبي أنه سمع من رسول الله ﷺ؟ قال هاته، قال: "ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله، ما لم يسأل هُجرًا"، قال: وأنا أسألك بوجه الله إلا ما أعفيتني أيها الأمير من عملك. فأعفاه".
قال الألباني: "قلت: وهذا إسناد حسن" (^١).
ويشهد له أيضًا ما رواه بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: والله يا رسول الله ما أتيتك حتى حلفتُ عدد هؤلاء -وجمع بين أصابع يديه- أن لا آتيك ولا آتي دينك، وقد جئتك امرءًا لا أعقلُ شيئًا إلا ما علَّمني الله ورسوله، وإني أسألك بوجه الله بما بعثك إلينا ربنا ﷿؟ قال: "بالإسلام"، قلت: وما آيةُ الإسلام، قال: "أن تقول: أسلمت وجهي لله، وتخلَّيت، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة … " الحديث (^٢).
والشاهد منه أنه ﷺ لم يُنكر عليه سؤاله بوجه الله في هذا الأمر الديني. والله أعلم.
إذا وُجدت المصلحة فَثَمَّ شرع الله:
هذه الكلمة أولع بها (العصرانيون) في زماننا من أتباع ما يسمى: التيار الإسلامي المستنير! يوردونها في مقام التنصل من النصوص الشرعية بدعوي
(^١) السلسلة الصحيحة (ح ٢٢٩٠). و"هُجرًا" أي: أمرًا قبيحًا لا يليق.
(^٢) أخرجه أحمد (٥/ ٤ و٥) وحسَّن إسناده شعيب الأرنؤط في تعليقه على "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (١٠/ ٣٥٦).