Iḥtisāb al-Shaykh Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb
احتساب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀
Publisher
دار الوطن
Genres
﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ ١.
وقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ ٢.
فإذا تحققتم أن من اتبع هذا الدين لا بد له من الفتنة، فاصبروا قليلا ثم ابشروا عن قليل بخير الدنيا والآخرة، واذكروا قول الله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ ٣.
وقوله: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ ٤.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ، كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ٥.
فإن رزقكم الله الصبر على هذا وصرتم من الغرباء الذين يتمسكوا بدين الله مع ترك الناس إياه فطوبى أن كنتم ممن قال فيه نبيكم ﷺ: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس" ٦.
١-جزء من الآية ٢٠ من سورة الفرقان.
٢-سورة العنكبوت آية ٢-٣.
٣- سورة غافر آية ٥١.
٤- سورة الصافات الآيات ١٧١ إلى ١٧٣.
٥- سورة المجادلة ٢٠-٢١.
٦-أخرجه أبي عمرو الداني عن ابن مسعود ﵁ بلفظ: " إن الإسلام بدأ.." في السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها ٣/٦٣٣ ب: قول النبي ﷺ: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا" بسند صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٣/٢٦٧ ح: ١٢٧٣، وأورده الشاطبي في الاعتصام بلفظ: "بدأ الإسلام ... يصلحون عند فساد الناس" ١/١٨، ن المكتبة التجارية الكبرى بمصر- مطابع شركة الإعلانات الشرقية، وابن رجب بلفظ: =
1 / 180