317

Al-Lubāb fī tafsīr al-istiʿādha waʾl-basmala wa-fātiḥat al-kitāb

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

Publisher

دار المسلم للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

نستعينه، إذ إيجاب القول الذي هو إقرار واعتراف ودعاء وسؤال هو إيجاب لمعناه ....»
ثم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية (١) أن الإنسان بين هذين الواجبين لا يخلو من أحوال أربعة هي القسمة: إما أن يأتي بهما جميعًا، وإما أن يأتي بالعبادة فقط، وإما أن يأتي بالاستعانة فقط، وإما أن يتركهما جميعًا.
٢٩ - دل قوله تعالى: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على أن العبد لا ينفك عن العبودية حتى الموت كما قال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ (٢). أي حتى الموت، ولهذا قال الله تعالى عن أهل النار إنهم يقولون: ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾ (٣). أي الموت وهذا بإجماع المفسرين المعتبرين.
وفي الحديث الصحيح في قصة موت عثمان بن مظعون ﵁:أن النبي ﷺ قال «أما عثمان فقد جاءه اليقين من ربه» (٤):أي الموت وما فيه.
وفي هذا الرد على الخرافيين من الصوفية الذين يزعمون أن الواحد

(١) «مجموع الفتاوى» ١٤: ٨، ١٠، ٣٦ وانظر: ١: ٣٦، وانظر «مدارج السالكين» ١: ١٠٣ - ١٠٧
(٢) سورة الحجر، الآية ٩٩
(٣) سورة المدثر، الآية:٤٦ - ٤٧
(٤) أخرجه البخاري في الجنائز - الحديث ١٢٤٣، وفي مناقب الأنصار الحديث ٣٩٢٩

1 / 320