250

Al-Lubāb fī tafsīr al-istiʿādha waʾl-basmala wa-fātiḥat al-kitāb

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

Publisher

دار المسلم للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

إلى أن تحتامني العشيرة كلها ... وأفردت إفراد البعير المعبد
أي: المذلّل
ومنه قولهم: طريق معبّد: أي مذلل بكثرة وطئه بالأقدام (١).
وقال طرفة بن العبد (٢):
تُبارى عِتاقا ناجيات وأتبعت ... وظيفًا وظيفًا فوق مَور مُعَبَّد
وقال عامر بن الطفيل (٣):
شحنا أرضهم بالخيل حتى ... تركناهم أذلّ من الصراط
فمعنى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُد﴾ أي نخصك دون غيرك بأقصى غاية التذلل والخضوع لك محبة وتعظيمًا وخوفًا.
والعبادة تطلق ويراد بها فعل العبادة: أي التعبد وهو التذلل والخضوع لله محبة وتعظيمًا، وتطلق ويراد بها نفس العبادات، وهي بهذا الإطلاق: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال

(١) انظر: «معالم التنزيل» ١:٤١، «الكشاف» ١:١٠، «الجامع لأحكام القرآن» ١:١٤٥، «البحر المحيط» ١:٢٣، «تفسير ابن كثير» ١:٥٢
(٢) «ديوانه» ص١١، البيت الثالث عشر من معلقته، تصحيح مكس سلفسون شالون ١٩٠٠م. وأنظر «تفسير الطبري» ١:١٦١، «المحرر الوجيز» ١:٧٦.
ومعنى تباري: تجاري وتسابق، والعتاق: جمع عتيق، وهو كريم الأصل، وناجيات: مسرعات. والوظيف: من رسغ البعير إلى ركبتيه في يديه، وأما في رجليه فمن رسغيه إلى عرقوبية. والمراد بالوظيف هنا: الخف. والمور: الطريق.
(٣) انظر: «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٤٧

1 / 253