272

Al-Lubāb fī tafsīr al-istiʿādha waʾl-basmala wa-fātiḥat al-kitāb

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

Publisher

دار المسلم للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

فوصفه بالاستقامة يتضمن قربه، لأن الخط المستقيم هو اقرب فاصل بين نقطتين، وكلما تعوج طال وبعد، واستقامته تتضمن إيصاله إلى المقصود، ونصبة لجميع من يمر عليه يستلزم سعته، وإضافته إلى المنعم عليهم، ووصفة بمخالفة صراط أهل الغضب والضلال يستلزم تعينه طريقًا».
والمراد بالصراط المستقيم: طريق الحق والأيمان، والدين القيم، ومعرفة ما جاء به الرسول ﷺ عن ربه في الكتاب والسنة والعمل به وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ (١) - إخلاصًا لله ومتابعة لرسوله ﷺ كما قال الله تعالى: ﴿وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (٢).
وهو الطريق الموصل إلى ساحل النجاة، وإلى الغاية المنشودة والهدف المقصود، وهي: السعادة في الدنيا والآخرة، والحصول على مرضاة الله وجنته، بأقل وقت وأقصر طريق.
قال ابن القيم (٣) بعد أن ذكر قسمي الهداية، وهما هداية البيان والدلالة، وهداية التوفيق والإلهام - قال: «وللهداية مرتبة أخرى - وهي أخر مراتبها - وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة، وهو الصراط

(١) انظر «تفسير الطبري» ١: ١٧١، «مجموع الفتاوي» ١٠: ١٠٧، ١٤: ٣٨ - ٣٩، ٧: ١٦٦، «تفسير ابن كثير» ١: ٥٦.
(٢) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٣) في «مدراج السالكين» ١: ٣٢، وانظر: «التفسير القيم» ص ٩ - ١٠، «تفسير ابن كثير» ١: ٥٦.

1 / 275