46

The Prophet's Vision of His Lord

رؤية النبي ﷺ لربه

Publisher

أضواء السلف،الرياض

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

عنه - قال: سألت رسول الله ﷺ هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" وفي رواية "رأيت نورًا"، وقد روى مسلم – أيضًا - عن أبي موسى الأشعري ﵁ أنه قال: قام فينا رسول الله ﷺ بخمس كلمات، فقال: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور - وفي رواية - النار، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" ١، فيكون - والله أعلم - معنى قوله لأبي ذر: "رأيت نورًا" أنه رأى الحجاب، أي: فكيف أراه والنور حجاب بيني وبينه يمنعني من رؤيته، فهذا صريح في نفي الرؤية والله أعلم. وحكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الصحابة على ذلك"٢. الوقفة الثالثة: إن قول ابن عباس لا يمكن أن يقال من قبيل الاجتهاد. قال ابن خزيمة: "..فقد ثبت عن ابن عباس إثباته أن النبي ﷺ قد رأى ربه وبيقين يعلم كل عالم أن هذا من الجنس الذي لا يدرك بالعقول والأراء والجنان والظنون، ولا يدرك مثل هذا العلم إلا من طريق النبوة إما بكتاب أو بقول نبي مصطفى، ولا أظن أحدا من أهل العلم يتوهم أن ابن عباس قال رأى النبي ﷺ ربه برأي وظن، لا ولا أبو ذر، لا ولا أنس بن مالك، نقول كما قال معمر بن راشد لما ذكر اختلاف عائشة ﵂ وابن عباس ﵄ في هذه المسألة: "ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس"

١ أخرجه مسلم -كتاب الإيمان، باب قوله ﷺ "إن الله لا ينام". وابن ماجه رقم ١٩٥. والإمام أحمد في مسنده ٤/٤٠٥. ٢ شرح العقيدة الطحاوية (١/٢٢٢)

1 / 50