237

Al-Hadī al-nabawī fī tarbiyat al-awlād fī ḍawʾ al-kitāb waʾl-sunna

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

فحري بالدعاة أن يغتنموا ما في الشباب من خصال حميدة، ليثنوا عليهم فيها، ويحذروهم من سواها، مع إشعارهم بأن أخطاءهم قليلة، وأنهم سيصبحون في مكان محمود إذا تخلصوا منها، بدلًا من التركيز على المساوئ، وإغفال المحاسن، والإعراض عن النتائج.
٤ – أسلوب الإقناع بالحوار
عن عبيدة بن خلف قال: قدمت المدينة وأنا شاب متأزر ببردة لي ملحاء أجرها، فأدركني رجل فغمزني بمخصرة معه، فقال: «أمَا لَوْ رَفَعْتَ ثَوْبَكَ كَانَ أبْقَى وأنْقَى» فالتفت، فإذا هو رسول الله ﷺ قال: قلت يا رسول الله، إنما هي بردة ملحاء، قال: «وإنْ كانَتْ بُردَةً مَلحاء، أما لَكَ فيَّ أسوَة» فنظرت إلى إزاره فإذا فوق الكعبين وتحت العضلة (١).
لم يكتف رسول الله ﷺ ببيان الخطأ لعبيدة بن الحارث، بل حثه على إصلاحه، وأقنعه بأهمية ذلك، كما أن رسول الله ﷺ لم يجار الشاب عندما قال: «إنها بردة ملحاء» لها مكانة في نفسه، فحكم الشرع فوق هوى النفس.
ومن هذا الباب أيضًا حديث الشاب الذي جاء يستأذن النبي ﷺ في الزنى.

(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٣٦٤)، ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم ١٨٥٧).

1 / 240