243

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى ١٤٢٤هـ

Publication Year

٢٠٠٣م

Genres

ببناء الكعبة، وسبب بنائه لها يرجع لأمرين: الأول: توهن الكعبة من حجارة المنجنيق التي أصابتها حين حوصر ابن الزبير ﵄ بمكة في أوائل سنة أربع وستين من الهجرة؛ لمعاندته يزيد بن معاوية. الثاني: ما أصابها مع ذلك من الحريق؛ بسبب النار التي أوقدها بعض أصحاب ابن الزبير ﵄ في خيمة له، فطارت الرياح بلهب تلك النار فأحرقت كسوة الكعبة، والساج الذي بني في الكعبة حين عمرتها قريش، فضعفت جدران الكعبة، حتى إنها لتنقض من أعلاها إلى أسفلها، ويقع الحمام عليها فتتناثر حجارتها١. ولما زال الحصار عن ابن الزبير ﵄ لإدبار الحصين بن نمير من مكة بعد أن بلغه موت يزيد بن معاوية، رأى ابن الزبير ﵄ أن يهدم الكعبة ويبنيها، فوافقه على ذلك نفر قليل، وكره ذلك نفر كثير، منهم ابن عباس ﵃. فلما رأى ابن الزبير هذا الخلاف بين الصحابة قفال لهم: لو أن بيت أحدكم احترق لا يرضى له إلا بأكمل صلاح، ولا يكمل صلاح الكعبة إلا بهدمها وإقامتها على قواعد إبراهيم ﵇ كما بينها النبي ﷺ لعائشة وسمعها ابن الزبير منها ﵂، فهدمها اجتهادا منه بناء على أحاديث رسول الله ﷺ؛ لأن النفقه موجودة وقد بعد الناس عن الجاهلية، وما أرى رسول الله ﷺ قواعد البيت لعائشة إلا لحكمة فهم ابن الزبير منها جواز بناء البيت على قواعد إبراهيم ﵇، وقد وافقه بعض الصحابة في هذا الاجتهاد. وكان هدم ابن الزبير ﵁ لها يوم السبت في النصف الأول من جمادى

١ شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج١ ص١٨٥.

1 / 255