162

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

Publisher

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى ١٤٢٤هـ

Publication Year

٢٠٠٤م

Genres

وكان إسلام أبي العاص وهجرته ﵁ سنة ست، يروى ابن سعد ذلك فيقول: خرج أبو العاص بن الربيع في عير إلى الشام فبعث رسول الله ﷺ زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست من الهجرة فأخذوها وما فيها من الأثقال وأسروا ناسًا ممن كان في العير منهم أبو العاص بن الربيع، فلم يعد أن جاء المدينة فدخل على زينب بنت رسول الله ﷺ بسحر وهي امرأته فاستجارها فأجارته، فلما صلى رسول الله الفجر قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها: إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع. فقال رسول الله ﷺ: "أيها الناس هل سمعتم ما سمعت"؟. قالوا: نعم. قال: "فوالذي نفسي بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم، المؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم وقد أجرنا من أجارت". فلما انصرف النبي ﷺ إلى منزله دخلت عليه زينب فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه ففعل، وأمرها أن لا يقربها فإنها لا تحل له ما دام مشركا، ورجع أبو العاص إلى مكة فأدى إلى كل ذي حق حقه، ثم أسلم ورجع إلى النبي ﷺ مسلمًا مهاجرًا في المحرم سنة سبع من الهجرة فرد عليه رسول الله ﷺ زينب بذلك النكاح الأول١. وقد ظلت زينب ﵂ وجعة بسبب سقطها حتى لقيت ربها سنة ثمان من الهجرة، وقد صلى عليها عمر بن الخطاب ﵁، ودفنت بالبقيع رضي الله عنها٢. الثالثة: رقية ﵂ هي الثالثة في ترتيب أولاد النبي ﷺ، خطبها ابن عمها "عتبة بن أبي لهب" إلا أنه تخلى عنها، ولم يدخل بها، وطلقها بعد بعثة رسول الله ﷺ، نزولا على رغبة أبيه أبي لهب، وأمه أم جميل، فتزوجها عثمان بن عفان ﵁، وولدت له ولدًا أسموه "عبد الله" مات صغيرًا.

١ الطبقات الكبرى ج٨ ص٣٣. ٢ سيرة النبي ج١ ص٦٥٤، ٦٥٥.

1 / 172