الشعري، كما عند أبي جعفر النحاس (١) في شرحه لشواهد سيبويه (٢) حيث يكثر من عبارة «وهذا حجة لكذا». يقول بعد إيراده لبيت من أبيات الكتاب وهو قول هُدْبَةَ بنِ خَشْرَم (٣):
عسى الكربُ الذي أمسيتُ فيه ... يكون وراءه فرج قريبُ (٤)
«حُجَّةُ أنَّ «أنْ» محذوفة، أراد: عسى الكربُ أن يكونَ وراءه فرجٌ» (٥). وقال تعقيبًا على قول أبي طالب وهو يخاطب النبي ﷺ:
مُحمدُ تفدِ نَفَسكَ كُلُّ نفسٍ ... إذا مَا خفتَ مِنْ أمرٍ تَبَالا (٦)
«والبيتُ حُجةٌ أَنَّ العَرَبَ لا تأمر الغائب إلا باللام» (٧).
رابعًا: نشأة مصطلح الشاهد
بدأ الشاهد يأخذ معناه الاصطلاحي قديمًا، حيث يُعَدُّ المفسرون أول من اتخذ من الشعر شواهد لفهم غريب القرآن الكريم، وذلك على يد حبر الأمة عبدالله بن عباس، كما في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ﵄ (٨).