171

Al-amthāl al-Qurʾāniyya al-qiyāsiyya al-maḍrūba li-l-īmān biʾllāh

الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

المطلب الأول: أدلة تنوع المراد بلفظ الإِيمان شرعًا
لقد تضمن حديث جبريل ﵇ الدلالة على معنيين وذلك في سؤال جبريل ﵇ للنبي ﷺ عن الإِيمان حيث قال: "فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ"١.
فالمعنى الأول: هو الإِيمان المسئول عنه، المعبر عنه بقوله: "فأخبرني عن الإِيمان؟ " والذي فسره النبي ﷺ بالأمور الستة.
والمعنى الثاني: الإِيمان باللَّه، الوارد في الجواب، والمعبر عنه بقوله: "أن تؤمن باللَّه"، ولا يخفى أن هذا الإِيمان أصل للإِيمان المسئول عنه، حيث إن هذا الأخير يتضمنه، ويتضمن غيره، إلا أن الأمور الأخرى تابعة للإِيمان باللَّه، الركن الأول.
ومن أدلة إِطلاق "الإِيمان" على الإِيمان القلبي - الإِيمان بالغيب - قول اللَّه تعالى:
﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ ٢.

١ رواه مسلم، كتاب الإِيمان، باب بيان الإِيمان، (٨)، الصحيح (١/٣٧) .
٢ سورة البقرة الآيتان رقم (٢، ٣) .

1 / 187