تجرَّعْتُ كأسَ العتب مُرًّا وإِنّما ... لِوْدِّك عندي كان أحلى من الشُّهْدِ
وإِنّ اعتدادي بالوِداد لَصادقٌ ... لَدَيْك فلِمْ كذَّبْتَ آمالَ مُعْتَدِّ
أَفي العدل أَنَّ الوصلَ يَحْظَى به العِدا ... وبالعَذْل أَحْظَى والعلاقةُ بي وحدي
أيا عُمَرُ المعمورُ قلبي بوُدّه ... أتَهدِمُ بُنْيانًا عَمَرْتُ من الوُدِّ
تأَمَّلْ حسابي ثمَّ عُدَّ فضائلي ... فمجموعُها يُنْبيك عن حَسَبي العِدِّ
لقد كسَدَتْ سُوقُ الفضائلِ كلِّها ... وللْهَزْلُ أحظى في الزَّمان من الجِدِّ
ولستُ أرى إلا كريمًا يَفِرُّ من ... لئيمٍ وحُرًّا يشتكي الضَّيْمَ من عبدِ
وما لي سِوَى ظلِّ الوزيرِ ورأيِهِ ... مَلاذٌ ومأمولٌ على القرب والبُعدِ
قد ابْيَضَّ حظّي في ذَراهُ وإِنَّني ... مُسَوَّدُ مَجدٍ حظُّه غيرُ مُسْوَدِّ
وبي حَصَرٌ عن حَصْرِ أَنواءِ بِرِّه ... وما تدخُلُ الأَنواءُ في الحصر والعَدِّ
وإِنعامُه عندي عن الحدّ زائدٌ ... وشكري له شكرٌ يَزيدُ عن الحدِّ