22

The Necessity of Poetry and Its Concept Among Grammarians: A Study on alfiya ibn Malik

الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة الثالثة والثلاثون

Publication Year

العدد الحادي عشر بعد المائة - ١٤٢١هـ/٢٠٠١م

Genres

ولكن الملاحظ أن ابن فارس في كتابه "الصاحبي" على الرغم من إعادته، وتكريره بعض ما قاله في "ذم الخطأ في الشعر" - يبدو أكثر رفقًا وأقل حدة في موقفه من الضرورة فهو قد أكّد عدم عصمة الشعراء من الخطأ١. ولكنه لم ينكر الضرورة على الإطلاق، فما عدّه النحاة ضرورة قسّمه ابن فارس في هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام٢: الأول: ما يباح للشعراء دون غيرهم كقصر الممدود، والتقديم، والتأخير، والاختلاس، والاستعارة. فأما اللحن في الإعراب أو إزالة كلمة عن نهج الصواب فليس لهم ذلك٣. الثاني: ما يُعدُّ من خصائص العربية، ومظهرًا من مظاهر الافتنان فيها، ويسميه ابن فارس بأسماء مختلفة كالبسط، والقبض، والإضمار. ولعله في مثل هذا ينظر إلى اللهجات المختلفة. وهذا ما دعاه إلى عدم القول بأنها ضرورة أو من خصائص الشعر. كقول الشاعر٤: محمد تفد نفسك كل نفس-إذا ما خفت من أمرٍ تَبالا٥ وهذا مما يعدّه النحاة ضرورة.

١ انظر: الصاحبي ٤٦٩. ٢ انظر: الضرورة الشعرية في النحو العربي ١٥٨-١٦٢. ٣ انظر: الصاحبي ٤٦٩. ٤ اختُلف في قائله؛ إذ نسبه الرضي إلى حسان بن ثابت، ونسبه ابن هشام في شرح شذور الذهب ٢١١ إلى أبي طالب، كما نُسب إلى الأعشى. ولم أجده في دواوين الثلاثة. ٥ البيت من " الوافر ". والتبال: الإهلاك، وأصله: الوبال - بالواو - فأبدلت الواو تاءً. والمعنى: إذا خفت وبال أمرٍ أعددت له. والبيت في: الكتاب ١/٤٠٨، المقتضب ٢/١٣٢، اللامات ٩٦، أسرار العربية ٣١٩، أمالي ابن الشجري ٢/١٥٠، ١٥١، شرح المفصل ٧/٦٠، ٩/٢٤، شرح التسهيل ٤/٦٠.

1 / 410