121

Al-ḍarūra al-shiʿriyya wa-mafhūmihā ladā al-naḥwiyyīn dirāsa ʿalā Alfiyyat b. Mālik

الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة الثالثة والثلاثون

Publication Year

العدد الحادي عشر بعد المائة - ١٤٢١هـ/٢٠٠١م

Genres

فقوله: "للثانِ" أصله: للثاني، بإثبات الياء غير أنه قد حذفها للضرورة.
وقال في باب "أبنية المصادر":
فأوَّلٌ لذي امتناع كأبى ... والثانِ للذي اقتضى تقلُّبا١
فهذا نظير سابقه، ومثلهما - كذلك - قوله في باب " عطف النسق ":
وانقُل بها للثانِ حكمَ الأولِ ... في الخبر المثبتِ والأمر الجلي٢
وقد عدَّ سيبويه هذا وأمثاله من ضرائر الشعر، فقال في باب "ما يحتمل الشعر":
"اعلم أنه يجوز في الشعر ما لا يجوز في الكلام من صرف ما لا ينصرف ... وحذف ما لا يحذف"٣.
أما مذهب أبي زكريا الفراء فهو أن كل ياءٍ أو واو تسكنان وما قبل الواو مضموم وما قبل الياء مكسور فإن العرب تحذفها وتجتزئ بالضمة من الواو وبالكسرة من الياء٤.
على أن هناك من أنكر على سيبويه وغيره من النحويين جعلهم هذا ونحوه من ضرورة الشعر؛ لأنه قد جاء في القرآن الكريم حذف الياء في غير رؤوس الآي، وقرأ به جمعٌ من القراء، كقوله - جل وعز - ﴿مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ ٥، وفي آيات غيرها كذلك٦.

١ المصدر السابق ص٣٦.
٢ المصدر السابق ص٤٣.
٣ الكتاب ١/٩.
٤ انظر: معاني القرآن ٢/٢٧.
٥ من الآية ١٧ من سورة الكهف.
وقد قرأ نافع وأبو عمرو بإثبات ياء " المهتدي " وصلًا وحذفها وقفًا. وأثبتها في الحالين يعقوب، ورويت عن قنبل من طريق ابن شنبوذ. وحَذَفَها الباقون في الحالين.
انظر: السبعة في القراءات ٣٩١، الدر المصون ٧/٤١٤، النشر ٢/٣٠٩، ٣١٦، الإتحاف ٢٨٨.
٦ انظر: ضرائر الشعر ١٢١.

1 / 511