98

The Music of Remembrance

العزف على أنوار الذكر

Genres

وإذا نظرنا فى قصة سيدنا (موسى) ﵇ رأينا أنَّها أكثر قصص الأنبياء وُرودًا فى عديد من السور، وقد بسطت فى سور كثيرة، ولم تُسمَّ سورة واحدة باسم (موسى) ﵇ وإن سميت سورة (الإسراء) باسم (بنى إسرائيل)، وعلى الرغم من أنَّ سيدنا (موسى) ﵇ من أولِي العزم من الرُّسل الذين سمى باسم ثلاثة منهم (نوح – إبراهيم – محمد) ﵈ سورة من سور القرآن الكريم خلا سيدنا (موسى) و(عيسى) ﵉، وموسى كليم الله ﷿ وعيسى كلمة الله ﷾ ففى كلٍّ منهما ماليس فى غيره من الأنبياء وسيدنا (موسى) ﵇ قد ورد اسمه فى القرآن الكريم ستا وثلاثين ومائة مرة (١٣٦) وسيدنا (عيسى) ورد اسمه خمسا وعشرين مرة. وكان ظاهر الأمر أن تسمَّى سورة (القصص) باسم سيدنا (موسى) ﵇ فقد أفردت السورة لقصته منذ ولادته إلى انتصاره وهلاك أعدائه: فرعون وهامان وقارون، وحين ذُكرت قصة (قارون) كانت لاحقة بقصة (موسى) ﵇: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ ...﴾ (القصص: من الآية٧٦) وكان إفراد سورة (القصص) لقصة (موسى) ﵇ أشبه بإفراد سورة (يوسف) ﵇ لقصته. وكان مقتضى الظاهر أيضا فى سورة (النمل) أن تسمى سورة (سليمان) ﵇ او سورة (الهُدهُد)، فإنَّ شأنَ (الهُدهُد) لا يقلُّ عن شأن (النملة) فى القصة، ولا سيما أنَّ سورة (النمل) مقصودها الأعظم إظهار العلم والحكمة، وفى قصة "الهدهد": ﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ) (النمل: من الآية٢٢)

1 / 98