The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
82

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

Genres

وكانوا يخالفون عمر وعثمان وعليًا ﵃ في كثير من أقوالهم» (١). وفسَّر الأحوذي الحديث بقوله (٢): الإضافة إليهم إما لعملهم بسنَّته، أو لاستنباطهم منها قاله القاري. ثم استشهد بقول الشوكاني فقال: وقال الشوكاني في الفتح الرباني: كانت طريقتهم هي نفس طريقته ﷺ فإنَّهم أشد الناس حرصًا عليها وعملًا بها في كل شيء، فإذا أَعوزهم الدليل من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد البحث والتشاور والتدبر وهذا الرأي عند عدم الدليل هو أيضًا من سُنَّته لِما دلَّ عليه حديث معاذ لمَّا قال له رسول الله ﷺ: «كيف تقضي؟» فقال: أقضي بما في كتاب الله. قال: «فإن لم يكن في كتاب الله؟» قال: فبسنة رسول الله ﷺ. قال: «فإن لم يكن في سنة رسول الله ﷺ؟» قال: أجتهد رأيي. قال: «الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله ﷺ» (٣). ويوضح الأحوذي رأيه أكثر عندما ينقل قولًا لبعض الحنفية عن الأذان الثالث - الذي هو الأول وجودًا - يوم الجمعة بأنَّه صار مسنونًا باجتهاد عثمان ﵁ وموافقة سائر الصحابة له بالسكوت وعدم الإنكار مستدلين بقوله ﷺ: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» (٤)، ثم يُعقِّب - أي الأحوذي - فيقول:

(١) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية: ٤/ ٤٠٥. (٢) في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: ٣/ ٤٠ عند شرح هذا الحديث. (٣) رواه الترمذي: ٣/ ٦١٦ كتاب الأحكام عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في القاضي كيف يقضي رقم (١٣٢٧) و(١٣٢٨) وقال: إسناده ليس متصلًا. وجاء في تحفة الأحوذي: ٤/ ٤٦٥ عند الكلام عن هذا الحديث: «قال البخاري في تاريخه: الحارث بن عمرو عن أصحاب معاذ، وعنه أبو عون لا يصح ولا يعرف إلا بهذا. وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: لا يصح وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم ويعتمدون عليه وإن كان معناه صحيحًا، فشهرة أصحاب معاذ بالعلم والدين بالمحل الذي لا يخفى، ولا يعرف في أصحابه متهم». وأبو داود في سننه: ٣/ ٣٠٣ كتاب الأقضية، باب اجتهاد الرأي في القضاء رقم (٣١١٩) عن معاذ. وأحمد في مسنده في مسند الأنصار من حديث معاذ بن جبل: ٣٦/ ٣٣٣ رقم (٢٢٠٠٧) و: ٣٦/ ٣٨٢ رقم (٢٢٠٦١) و: ٣٦/ ٤١٦ - ٤١٧ رقم (٢٢١٠٠). قال محقق الكتاب: «إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو ثم هو مرسل ولكن مال إلى القول بصحته غير واحد من المحققين من أهل العلم كأبي بكر الرازي، وأبي بكر بن العربي، والخطيب البغدادي، وابن قيم الجوزية». والدارمي في سننه: ١/ ٧٢ كتاب المقدمة رقم (١٦٨) قال الشوكاني في إرشاد الفحول ٣/ ١١: «والكلام في إسناد هذا الحديث يطول وقد قيل إنه مما تلقي بالقبول». والحديث ينبِّه على أنَّ الاجتهاد في المواقف جزء أصيل من الدين الإسلامي. (٤) سبق تخريجه في: ص (٧٣) حاشية (٢).

1 / 81