266

Manhaj al-Qurʾān al-karīm fī daʿwat al-mushrikīn ilā al-Islām

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

ويرد القرآن الكريم على هذا الزعم الباطل في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾ ١.
ومن ذلك ما يرويه سفر التكوين من قصة هلاك قوم لوط، وتدمير قريتي: "سدوم" و"عمورة"، إذ يذكر أن ثلاثة رجال وهم: الله وملكان معه، قدموا على إبراهيم وهو جالس أمام خيمته، وأن إبراهيم قد عرف الله من بينهم، ورجاه أن يستريحوا عنده قليلًا من وعثاء سفرهم، وقد إليهم ماء لشربهم وغسل أرجلهم، وأخذ عجلًا حينذًا لطعامهم، فانتحى ثلاثتهم تحت ظل شجرة، وأخذوا يأكلون مما قدمه إليهم، وإبراهيم جالس على مقربة منهم٢، إلى الخ القصة.
وقد ذكر القرآن الكريم هذه القصة على حقيقتها، وبين أن الذين وفدوا على إبراهيم ﵇، إنّما كانوا ملائكة في صورة آدميين، فظنهم بشرًا، فقدم لهم طعامًا، فلم تصل أيديهم إليه، لأن الملائكة لا يأكلون، وفي هذا يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى

١ سورة ق الآية: ٣٨.
ومعنى ﴿وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾، أي: لم يحصل لنا من تعب، حتى نحتاج إلى الراحة.
٢ انظر: سفر التكوين الإصحاح: ١٨ من: ١-٨.

1 / 292