وجيش منظم كما هو معروف، ومع ذلك فهم قوم أحرار لا يملكهم أحد، يثأر المعتدي عليه لنفسه، وعلى قبيلته أن تقوم معه، وتشد أزره.
يقول ابن حزم: " وكانت العرب بلا خلاف، قومًا لقاحًا لا يملكهم أحد، كربيعة ومضر وأياد وقضاعة، أو ملوكًا في بلادهم يتوارثون الملك كابرًا عن كابر ... "١.
ويوضح المستشرق توماس.و. أرنولد المنهج السياسي عند العرب، فيقول:" لم يكن هناك إطلاقًا أي منهج منظم للإدارة أو القضاء، كالذي نعرفه عن فكرة الحكومة في العصر الحديث، وكانت كل قبيلة أو عشيرة تؤلف جماعة منفصلة مستقلة تمام الاستقلال، وينسحب هذا الاستقلال أيضًا على أفراد القبيلة فكل فرد منهم لا يعتبر زعامة شيخ القبيلة أو سلطته إلا رمزًا لفكرة عامة، شاءت الظروف أن يأخذ هو منها بنصيب، بل كان له مطلق الحرية في أن يرفض ما اجتمع عليه رأي الأغلبية من أبناء قبيلته، وأبعد من هذا أنه لم يكن هناك نظام لنقل سلطة الرئيس، إذ كان يختار لها –غالبًا- أكبر أفراد القبيلة سنًا، وأكثرهم مالًا، وأعظمهم
١ الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ٢/٨٤.