وعلى كل فالرواية الأولى هي المعروفة والمشهورة بين الإخباريين عن منشأ عبادة الأصنام عند العرب١.
والحق إنه إذا كان للدعوة الإلهية أنبياء ودعاة يدعون الناس إلى الخير، وإلى عبادة الله تعالى وحده، فكذلك فإن للدعوات الشيطانية دعاة يدعون إلى أبواب جهنم، وإلى عبادة الأوهام والطواغيت، ومن أكبر دعاة الضلال عمرو بن لحي الخزاعي، حيث استورد الأصنام من بلاد بعيدة، ووزعها في الجزيرة العربية، بل في أرض الحرم.
فإنَّ العرب جميعًا من قحطان وعدنان كانوا قبل عمرو بن لحي على التوحيد يعبدون الله وحده، ولا يشركون به شيئًا، فلما جاء عمرو بن لحي أفسدهم، ونشر بينهم الأضاليل بما جلبه لهم من بلاد الشام من أصنام، فكان داعي الوثنية عند العرب، ومضلهم الأول، وموزع الأصنام بين القبائل، ومقسمها عليها، فكان من دعوته تلك عبادة الأصنام والأوثان، إلى أن جاء الإسلام، فأعاد العرب إلى سواء السبيل.
وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "رأيت عمرو