161

Manhaj Shaykh al-Islām Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-tafsīr

منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Genres

عن هذا وتقبل على هذا؟
أن الملك كله له يوم ينفخ في الصور، فكيف تؤثر عليه مالًا، أوحالًا أو جاهًا، أو غير ذلك؟!.
- أنه عالم السر وأخفى فكيف لي بفعل ما تأمرني به وهو لا يغفى عليه١؟! ولهذا يبين الشيخ أن من عرف الله معرفة حقة، وعرف عظمته لم يشرك به، فيقول عند قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ٢.
ففي الصحيح أن رسول الله "ﷺ" قرأها على المنبر وقال: "إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه"، ثم ذكر تمجيد الرب ﵎ نفسه، وأنه يقول:- "أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم" قال ابن عمر فرجف برسول الله ﷺ حتى قلنا ليخرن به٣.
ويستنبط الشيخ من هذه الآية التنبيه على سبب الشرك، وهو أن المشرك بان له شيء من جلالة الأنبياء والصالحين، ولم يعرف الله ﷾، وإلا لو عرفه لكفاه وشفاه عن المخلوق، وهذا معنى قوله: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ الآية٤.

١ مؤلفات شيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٥٩، ٦٠".
٢ سورة الأنعام: آية "٩١".
٣ سبق تخريجه ص "٦٠".
٤ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٣٤٥، ٣٤٦".

1 / 153