136

Manhaj Shaykh al-Islām Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-tafsīr

منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Genres

قوله١: باب قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ ٢.
ويوضح الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب وجه إيراد المصنف لهذه الآية في هذا الموضع، وغرضه من ذلك- ويتضح منه مدى فهم الشيخ محمد لها- فيقول: أراد المصنف ﵀ بهذه الترجمة بيان حال الملائكة الذين هم أقوى وأعظم من عبد من دون الله، فإذا كان هذا حالهم مع الله تعالى، وهيبتهم منه، وخشيتهم له، فكيف يدعوهم أحد من دون الله؟ وإذا كانوا لا يدعون مع الله تعالى، لا استقلالا ولا وساطة بالشفاعة فغيرهم ممن لا يقدر على شيء من الأموات والأصنام أولى أن لا يدعى ولا يعبد. ففي الرد على جميع فرق المشركين الذين يدعون مع الله من لا يداني الملائكة ولا يساويهم في صفة من صفاتهم ... إلى آخر ما قال "﵀" ٣.
وفى هذا إيضاح تفسير لما يشاكل هذه الآية من الآيات المتعلقة بالدعاء. كم أن ما يورده الشيخ من آيات أخر، وأحاديث وغير ذلك في الباب دال على وجه فهمه لهذه الآية المترجم بها.
٢- إيراده لأكثر من آية في الباب الواحد. وهذه الآيات يبين بعضها بعضًا ويوضح معناه ووجهه فهو من قبيل تفسير القرآن بالقرآن كما أن هذا الإيراد أيضًا يمكن أن يلحق بالتفسير الموضوعي وذلك أنها آيات من مواضع متعددة في القرآن وقد جمعت لاشتراكها في إيضاح موضوع واحد وإن كان ذلك غير شامل لجميع الآيات في الموضوع أحيانًا.
ومن أمثلة ذلك:-
قوله- باب الشفاعة٤. وقول الله ﷿: ﴿وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ

١ مؤلفات الشيخ/القسم الأول/ العقيدة/ كتاب التوحيد باب "١٥" ص "٤٨".
٢ سورة سبأ: آية "٢٣".
٣ تيسير العزيز الحميد: ص "٢٦٣، ٣٦٤".
٤ مؤلفات الشيخ/ القسم الأول/ العقيدة كتاب التوحيد ص "٥١".

1 / 128