Manhaj Shaykh al-Islām Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-tafsīr
منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير
Publisher
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Genres
الفصل الخامس: السمات العامة لتفسيره بالرأي
المبحث الأول: تمشيه مع روح الشريعة الإسلامية
إن من أهم مميزات تفسير الشيخ بالرأي أنه يتمش مع روح الشريعة ومقاصدها، ويسير في إطار النصوص الشرعية، فهو إذا ليس تفسير ًا مجردًا متحررًا، وإنما هو تفسير مقيد في معناه ومضمونه، ومحدود بحدود التمشي مع النصوص، قد أشرب معانيها، وقرر مقاصدها ومراميها. فقرر الشيخ في تفسيره كثيرًا مما تقرر في الشرع من عقيدة، ومعاملات وآداب، ودروس، وعظات، وحذر مما حذر منه الشرع، من شر وفساد ورذيلة على وجه البسط تارة، والإيجاز تارة أخرى.
وما كان من هذا القبيل من التفسير هو ما يسميه الزركشي "بالتفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوة الشرع"١.
مع تمشيه مع دلالة اللفظ المفسر لغة على ما يقرره، من معان.
وشواهد ما ذكرته كثيرة ظاهرة، يتبين كثير منها من خلال ما سيأتي - إن شاء الله تعالى- من تركيزه على جانب العقيدة وترسيخها واهتمامه بما يتعلق بالاتجاه الإصلاحي وتحذيره من البدع كل ذلك من خلال التمشي مع النصوص٢.
ولأمثل هنا ببعض أمثلة القريبة التي تتضح من خلالها جليًا هذه السمة في تفسيره.
فمن ذلك-
قوله:- وأما البسملة فمعناها: أدخل في هذا الأمر من قراءة، أو دعاء/ أو غير ذلك "بسم الله" لا بحولي ولا بقوتي، بل أفعل هذا الأمر مستعينًا بالله، متبركًا باسمه تبارك وتعال٣ ...
فانظر إلى ما أشار إليه من خلال البسملة من الاستعانة بالله، والتبري من الحول والقوة، والتبرك باسم الله تعالى، مما هو من مسلمات العقيدة.
١ البرهان في علوم القرآن للزركشي "٢: ١٦١".
٢ انظر ما يأتي من ص "١٢٦" إلى ص "٢١٣".
٣ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٩".
1 / 117