187

The Methodology of Imam Ahmad in Critiquing Hadiths

منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث

Publisher

وقف السلام الخيري

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ هـ

Genres

البخاري ومسلم وهو صدوق وغيره أقوى منه (^١). ذكره ابن حجر في طبقات المدلسين من أجل كلام الخطيب الذي أشار فيه إلى تدليسه (^٢). فالحاصل أن الحديث لا أصل له. لما ذكر هذا الحديث لأحمد بن منيع ذهب إلى الإمام أحمد فسأله فقال له: يا أبا جعفر! ليس لهذا الحديث أصل (^٣)، وكذلك قال يحيى بن معين (^٤). وهذا ما يقصده الإمام أحمد لما قال: ما حدث به إنسان ثقة، كما في سؤال عبد الله الثاني. فهذا الحديث على اختلاف طرقه ليس له أصل، لأن أصل الحديث حديث كذب، تلقَّطَتْه الرواةُ إما بالسرقة أو التدليس، وهو يوضّح أن تعدد الطرق لا تجعل الحديث الموضوع صحيحًا أبدًا. ومثال آخر يدل على أن الحديث المعلّ بكذب راويه لا يرتقي بتعدد طرقه: قال عبد الله: "سألته عن قول الناس: [أول ما خلق اللهُ العقْل قال له: أَقبِل فأَقبلَ …]، فقال: هذا موضوع ليس له أصل" (^٥). روي هذا الكلام في أحاديث منها: عن عائشة ﵂ قالت: حدثني النبي ﷺ أن "أول ما خلق الله العقل قال: أقبل فأقبل، ثم قال: أدبر فأدبر، ثم قال: ما خلقت شيئًا أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطي". رواه أبو نعيم في الحلية (^٦) من طريق سهل بن المرزبان بن محمد أبي الفضل، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن الزهري، عن

(^١) الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ١٢١/ ٥٠. (^٢) تعريف أهل التقديس ٤١/ ١٨. ذكره في المرتبة الأولى. (^٣) تاريخ بغداد ١/ ٣٤. (^٤) المنتخب من العلل ص ٢٩٨. (^٥) المنتخب من العلل للخلال ٨٧/ ٢٩. (^٦) ٧/ ٣١٧، وانظر: اللآلي ١/ ١٣٠.

1 / 206