The Methodology of Imam Ahmad in Critiquing Hadiths
منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث
Publisher
وقف السلام الخيري
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ هـ
Genres
تلاميذ عبد الوارث بن سعيد رووه بذكر عمرو بن خالد بين الحسن بن ذكوان وحبيب بن أبي ثابت. وقد جاء هذا مصرَّحًا عن الإمام أحمد، ذكره العقيلي في ترجمة الحسن بن ذكوان من طريق الأثرم أنه قال:
"قلت لأبي عبد الله: الحسن بن ذكوان ما تقول فيه؟ فقال: أحاديثه أباطيل، يروي عن حبيب بن أبي ثابت … وهو لم يسمع من حبيب بن أبي ثابت، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطي" (^١).
وإنكار الإمام أحمد موجه إلى إسناد الحديث لا المتن، ووجه ذلك أن الحديث لا يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وأما متنه - أي النهي عن الانتعال في نعل واحدةٍ (^٢) - فصحيح من حديث أبي هريرة، وجابر بن عبد الله. فحديث أبي هريرة في الصحيحين (^٣) بلفظ: "لا يشمي أحدكم في نعل واحدة، ليَنعلْهما جميعًا أو ليَخْلَعهما جميعًا"، وهذا لفظ مسلم. وحديث جابر في صحيح مسلم بلفظ: [أن رسول الله ﷺ نهى أن يأكل الرجل بشماله، أو يمشي في نعل واحدة، وأن يشتمل الصماء، وأن يحتبي في ثوب واحد كاشفًا عن فرجه] (^٤).
وفي هذا إطلاق الوضع على تركيب الإسناد لا على اختلاق المتن، وهو مثل الذي قبله، فدل على أن إلزاق متن معروف بسند مختلق يعتبر وضعًا، والعلم عند الله.
وفيه أيضًا إثبات الوضع بقرينة وجود راوٍ معروفٍ بالوضع في سند الحديث، وهو المطلوب من هذا المطلب. وفيه أيضًا إطلاق النكارة على ما هو وضع في الحقيقة، وسيأتي.
(^١) كتاب الضعفاء ١/ ٢٤٢. (^٢) ما عدا الزيادات التي في الحديث والتي لم يذكرها عبد الله في زيادات المسند. (^٣) صحيح البخاري ح ٥٨٥٥، وصحيح مسلم ح ٢٠٩٧٦٨. (^٤) صحيح مسلم ٢٠٩٩٧٠.
1 / 156