وقد بلغ من وضوح الخطاب النبوي في خطب الرسول ﷺ أنه اقتنع به القريب والبعيد، ففي فتح مكة «قام أبو شاه - رجل من أهل اليمن - فقال: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال الرسول ﷺ: اكتبوا لأبي شاه» (١) .

وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم أهمية وضوح الرسالة وفاعليتها في عملية الإقناع، فقد جاء في مقدمة صحيح الإمام مسلم عن ابن مسعود ﵁ قال: «ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة» (٢) .

٢ - الشرح والتوضيح الوافي: فالرسالة تحتاج إلى التوضيح الوافي لنجاح عملية الإقناع بها؛ ولذا كان أهم أساليب الخطاب الاتصالي النبوي التكرار، وقد ظهر أن للخطبة الواحدة أكثر من رواية بل إن بعض الخطب التي تضمنت تعاليم الإسلام مثل خطبة حجة الوداع كرر كثيرا من مضامينها في خطبة اليوم التالي خطبة يوم النحر بمسجد الخيف في منى (٣) .

٣ - العرض المناسب: وتتعدد قوالب العرض بحسب طبيعة الرسالة وطبيعة الوسيلة المستخدمة لنقل رسالة معينة، وبناء على ذلك يقوم القائم بالاتصال باختيار كم المعلومات ونوعها وترتيبها ويراعي عند ذلك الأمور التالية:

(١) انظر نص خطبة فتح مكة، ص: ٤، من هذه الدراسة.

(٢) أخرجه الإمام مسلم، صحيح مسلم، مرجع سابق، جـ١، ص: ١١، (المقدمة ب النهي عن الحديث بكل ما سمع) .

(٣) انظر دلالات خطبة حجة الوداع، ص: ٧٩، من هذه الدراسة.