216

The Last Judgement

القيامة الكبرى

Publisher

دار النفائس للنشر والتوزيع

Edition Number

السادسة

Publication Year

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Publisher Location

الأردن

Genres

﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: " من مات وعليه دينار أو درهم، قضى من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم " (١) . وإذا كانت بين العباد مظالم متبادلة اقتص لبعضهم من بعض، فإن تساوى ظلم كل واحد منهما للآخر كان كفافًا لا له ولا عليه، وإن بقي لبعضهم حقوق عند الآخرين أخذها. ففي سنن الترمذي عن عائشة، قالت: جاء رجل فقعد بين يدي الرسول ﷺ، فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونني، ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ فقال رسول الله ﷺ: " إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافًا لا لك، ولا عليك. وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم كان فضلًا لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم، اقتص لهم منك الفضل " فتنحى الرجل، وجعل يهتف ويبكى. فقال له رسول الله ﷺ: " أما تقرأ قوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: ٤٧] " (٢) . ولما كان هذا شأن الظلم فحري بالعباد الذين يخافون ذلك اليوم أن يتركوه

(١) صحيح الجامع الصغير: (٥/٥٣٧)، ورقم الحديث: ٦٤٣٢. (٢) مشكاة المصابيح: (٣/٦٦)، ورقمه: ٥٥٦١، وأورده في صحيح الجامع: (٦/٣٢٧)، ورقمه: ٧٨٩٥، وعزاه إلى أحمد والترمذي.

1 / 239