The Issue of Rapprochement between Sunnis and Shiites
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٢٨ هـ
Genres
لقيامه بإعلامها وإظهارها، واطلاعه على نصوصها وآثارها، وبيانه لخفي أسرارها، لا لأنه أحدث مقالة أو ابتدع رأيًا) (١) .
ولهذا نرى الإمام اللالكائي (٢) ﵀ يفتتح كتابه القيّم: «شرح أو حجج أُصول اعتقاد أهل السنّة» (٣) بذكر أئمة السنّة الذين ترسموا بالإمامة بعد رسول الله ﷺ، فيبدأ بذكر أبي بكر والخلفاء الثلاثة بعده، وبقية أئمة العلم والدين من الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى زمنه ﵀، وقد ذكر كثيرًا من أئمة أهل السنّة في معظم الأمصار الإسلامية (٤)، وكذلك نرى البغدادي وهو يشير إلى مواجهة أهل السنّة لطلائع البدع يبتدئ بذكر أئمة السنّة من الصحابة والتابعين لهم ممن واجه الابتداع "لحدوثه في حياته'' (٥) فيقول: (فأول متكلميهم من الصحابة عليّ بن أبي طالب - كرّم الله وجهه - حيث
_________
(١) المصدر السابق: (٢/٤٨٦) .
(٢) هو الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي الحافظ الفقيه، محدث بغداد، قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ وصنف كتابًا في السنّة، وكتابًا في رجال الصحيحين، وكتابًا في السنن، وتوفي في رمضان سنة ٤١٨هـ. انظر: الخطيب البغدادي: «تاريخ بغداد»: (١٤/٧٠، ٧١)، «تذكرة الحفاظ» للذهبي: (٣/١٠٨٣) .
(٣) وهو (مخطوط) يوجد منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق، ونسخة في ألمانيا، ونسخة في الهند. انظر: «تاريخ التراث» لفؤاد سزكين: (٢/١٩٤)، «فهرس المخطوطات» للألباني: ص ٣٨٤.
(٤) انظر: «كاشف الغمة في اعتقاد أهل السنة»: ص١ وما بعدها (مخطوط) .
(٥) ذكر البغدادي أئمة السنّة من الصحابة الذين حدثت البدعة وظهرت الفرقة وهم أحياء، فواجهوا المبتدعة، وناظروا المبتدعين وحاولوا إرجاعهم إلى السنّة والصراط المستقيم، ولهذا لم يذكر أبا بكر وعمر وعثمان الذين لم يحدث الابتداع والافتراق في حياتهم ومن ماثلهم من الصحابة. من هنا أرى أن د. علي سامي النشار لم يعبر التعبير السليم في قوله: (ويرى أهل السنّة والجماعة أن سند مذهبهم إنما يعود إلى علي بن أبي طالب، ويعتبرونه أول متكلميهم..) «نشأة الفكر الفلسفي»: (١/٢٤٤) - وذلك =
1 / 41