137

The Issue of Rapprochement between Sunnis and Shiites

مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٢٨ هـ

Genres

وقد ورد في دائرة المعارف أنه (ظهر من فروع الفرق الشيعية ما يزيد كثيرًا عن الفرق الاثنتين والسبعين المشهورة (١»، وذكر بعض العلماء أن فرق الشيعة بلغت ثلاثمائة فرقة (٢) . ولا شك أن (هذا الاختلاف العظيم يدل على عدم النص) (٣) على إمام. وتحدثت كتب الفرق والمقالات (غير الشيعية) عن الشيعة وأصول فرقها وفروعها. فالشهرستاني يجعل أصول فرق الشيعة خمسًا (٤)، كيسانية، وزيدية، وإمامية، وغلاة، وإسماعيلية (٥)، أما الأشعري فيرجع فرقهم إلى ثلاثة أصول: (١) الغلاة ويقسمها إلى خمس عشرة فرقة.

(١) «دائرة المعارف»: (١٤/٦٧) . (٢) وهو المقريزي في «الخطط»: (٢/٣٥١) . (٣) ابن خلدون: «لباب المحصل»: ص ١٣٠. (٤) الشهرستاني: «الملل والنحل»: (١/١٤٧) . (٥) يلاحظ أن الشهرستاني جعل "الغلاة" أصلًا من الأصول الشيعية وجعل الإسماعيلية أصلًا آخر، مع أن الإسماعيلية داخلة في دائرة الغلاة، بل فضلًا عن أن الشهرستاني ذكر في مبحث الغلاة أنهم يلقبون بالمحمرة، وهذا لقب من ألقاب الإسماعيلية كما ذكره الغزالي في فضائح الباطنية. ومن ناحية أخرى فإننا نجده يذكر أيضًا بعض الفرق الغالية تحت الأصول الأخرى، فمثلًا يذكر "البيانية" أتباع بيان بن سمعان - وهو كما ذكره الشهرستاني نفسه من الغلاة القائلين بإلهية أمير المؤمنين علي ﵁ يذكر فرقته المسماة بالبيانية تحت اسم الكيسانية.. وغرضنا هنا أن ننبه إلى أن هذا التقسيم لا يعني أن الشهرستاني يحكم على تلك الأصول الأربعة غير الغلاة بعدم الغلو، بل فيهم الغالي وغير الغالي. وبعض العلماء يسير في تقسيمه لهم على اصطلاح أشار إليه ابن تيمية وهو أن الإسماعيلية علم على الملاحدة، والغالية علم على القائلين بإلهية البشر. «منهاج السنة»: (٢/٤١٠) .

1 / 144