The Holy Land in Light of the Quran and Sunnah
الأرض المقدسة في ضوء الكتاب والسنة
Genres
طائفة الحق الظاهرون
الصفة الرابعة: كونهم طائفة الحق الظاهرين عليه، أنا أذكر هذا من كتاب للأخ إبراهيم العلي: (القدس بين الحاضر والماضي)، قال النبي ﵊: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)، وفي حديث عمران: (وأومأ بيده إلى الشام)، أي: أن الطائفة المنصورة مكانها في الشام.
وبين النبي ﷺ أن القتال ماضٍ في الأمة إلى قيام الساعة، وقال النبي ﵊: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)، فقام مالك بن يخامر السكسكي وقال: يا أمير المؤمنين! سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام، فقال معاوية ورفع صوته: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذًا يقول: وهم أهل الشام.
فالطائفة المنصورة هم أهل الشام، وكأن معاوية ﵁ اتكأ واستند على هذه الراوية في إثبات أنه على الحق في قتاله مع علي بن أبي طالب ﵁، لكن هذا في الحقيقة مخالف لما عليه أهل السنة، وهو أن عليًا ﵁ كان صاحب الحق، وأن معاوية كان متأولًا، وله من جبال الحسنات والفضل وكتابة الوحي ما يغفر له السيئات، وفي الجملة الصحابة ليسوا معصومين، وعلي ﵁ أقرب الفئتين إلى الحق، وكل منهم محسن، ونترضى عنهم جميعًا، ونحبهم جميعًا، ونكره من يعاديهم ولا نترضى عنه.
وقال النبي ﵊ لما سئل: فأين هم؟ أي: هذه الطائفة المنصورة، فقال: (ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس)، يعني: هم في بيت المقدس، وفي الأماكن والقرى المجاورة لبيت المقدس، وهذه بشارة عظيمة جدًا.
3 / 6