140

The Hereafter - Muhammad Hassan

الدار الآخرة - محمد حسان

Genres

نار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من النار أولًا: وصف النار. أحبتي في الله! هل وقف أحدكم يومًا أمام حريق هائل مروع قد شب في بئر من آبار البترول، أو شب في حقل من الحقول، أو شب في مصنع من مصانع الغاز، أو حتى في بيت من بيوتنا، وانطلق رجل من ساكني هذا البيت في عودته فرأى هذا الحريق الهائل، فتذكر امرأته وتذكر أباه وتذكر أمه، وتذكر ثمار فؤاده وفلذات أكباده كبده، وأراد أن ينطلق في هذا الحريق المدمر؛ لينقذ ولده، وسرعان ما انطلق، ولكنه عاد القهقرى وابتعد عن لفح النار ودخانها ولهبها!! هل تعلمون يا مسلمون! أن هذه النار التي لا يجرؤ إنسان على أن يقترب منها، إنما هي جزء واحد من سبعين جزءًا من نار جهنم؟! ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: (ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله! والله إن كانت لكافية! فقال المصطفى ﷺ: ولكنها فضلت -أي: زادت- على نار الدنيا بتسعة وستين جزءًا كلها مثل حرها)! هل تتصور أن النار قد اشتكت إلى الله من شدة نارها ومن شدة لهبها؟! ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة ﵁، أن النبي ﷺ قال: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضًا، فأذن لي أتنفس، فأذن الله لها في نفسين: نفس في الصيف ونفس في الشتاء، فما وجدتم من زمهرير وبرد -أي: في الشتاء- فمن نفس جهنم، وما وجدتم في الصيف من حر وحرور فمن نفس جهنم، فإن شدة الحر من فيح جهنم) وفي رواية الترمذي: (فأما نفسها في الشتاء فزمهرير، وأما نفسها في الصيف فسموم).

13 / 3