172

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Publisher

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

يكتفوا باستحلال ما حرم رسول الله، بل وضعوا الأحاديث في ثواب المتمتع، من الرجال والنساء، وقد طفحت كتبهم بذلك، وهي ظاهرة الكذب والتزوير، لا يقبلها إلا زنديق، ومعلوم أن أول من نشر الكذب على رسول الله ﷺ الرافضة، لأنهم كفَّروا أصحاب رسول الله ﷺ، وزعموا أن الطريق الصحيح لأخذ الرواية هو ما كان عن آل البيت فقط، فاندفعوا لتأييد زعمهم إلى خلق أحاديث منسوبة إلى آل البيت ﵃، مستغلين حب الناس لآل البيت ﵃، مصرحين بردة الصحابة وكفرهم، حتى يتم لهم ما يريدون من هدم الإسلام الصحيح، وقد زعموا العصمة لعلي والأئمة من ذريته ﵃، بل زعموا لهم القدرة على تسيير الكون نيابة عن الله ﷿، وزعموا أن حساب الخلق في الآخرة موكّل به علي، وغير ذلك كثير دوِّن في كتبهم، وعلى رأي أبي الحسن علي ﵄، فقد شرَّعوا في دين الله ما لم يأذن به، والحكم فيهم القتل. مسلمون ولكن المسلمون اليوم زادوا على مليار مسلم، ومع هذا العدد الهائل، فإنهم متخاذلون، أذلاء، فرطوا في أسباب العزة والمنعة، وسلبتهم ملذات الدنيا وشهواتها، فنسوا الله ﷿ في عظائم الأمور من دينهم، فأنساهم الله ﷿ أنفسهم، فتحقق فيهم قول رسول الله ﷺ: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» (١) وقوله: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها» قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟، قال: «أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن» قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: «حب الحياة وكراهية الموت» (٢) والمشكلة في أن الكثيرين من المسلمين اليوم ما عرفوا الإسلام الصحيح، وانتشر فيهم العمل بالبدع والمحدثات في الدين، وما لم يكن في عهد النبوة، والخلافة الراشدة، فلم يتمسكوا

(١) أبو داود حديث (٣٤٦٢). (٢) أحمد حديث (٢٢٣٩٧) ..

1 / 176