88

The Fragrance of Jasmine in the Biography of the One with Two Wings

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

Publisher

مبرة الآل والأصحاب

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الكويت

Genres

فيا له من مشهد فريد من نوعه، فالرسول ﵌ ينعى أصحابه الثلاثة بعد أن حزن عليهم أشد الحزن وذرفت عيناه، وينقل مشهد المعركة لصحابته الذين في المدينة ويبشِّرهم بشهادتهم في سبيل الله وعيناه تذرفان، فهنيئًا لهم جهادهم وهنيئًا لهم الجنة. من بعض كلماته في موقعة مؤتة ﵁: عن ابن اسحاق في قصة جعفر بن أبي طالب ﵁ وقتاله في غزوة مؤتة قال: ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل وهو يقول: يا حبذا الجنة واقترابها... طيبة باردة شرابها والروم روم قد دنا عذابها... علي إن لاقيتها ضرابها (^١) تأملات تربوية من موقعة مؤتة: هل يمكن أن نتخيل كم كان وقع وتأثير التعليم التربوي النبوي للصحابة ومنهم جعفر بن أبي طالب ﵁، كيف كانت قوة إيمان جعفر بن أبي طالب الذي تربى علي يدي المصطفى ﵌، كيف كان يجاهد في سبيل الله، لقد قطعت يده الأولى فلم يستسلم ولا هرب مدبرا، لقد صمد صمود الشجعان حتى بعد فقده يده الثانية، أمسك الراية بعضديه، وها هو ثابت لا يتحرك ولا يولي ظهره للعدو (^٢) حتى قتل شهيدا ﵁ وأرضاه.

(^١) أخرجه البيهقي (٩/ ١٥٤، رقم ١٨٢٥٤)، وفي دلائل النبوة (٤/ ٤٧٢، رقم ١٦٩٨)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١١٨). (^٢) لقد كان تعداد جيش المسلمين لا يتجاوز ثلاثة آلاف وجيش الروم بلغ المائتي ألف. انظر: سيرة ابن هشام (٤/ ١٦).

1 / 93