250

Uṣūl al-wuṣūl ilā Allāh Taʿālā

أصول الوصول إلى الله تعالى

Publisher

المكتبة التوفيقية

Edition Number

الثانية

Publisher Location

القاهرة

Genres

فكتب إلى معاوية يقول: يا ابن آكلة الأكباد، امنع عمالك عنى، والا كان لى ولك شأن .. والسلام.
فلما وقف معاوية على الكتاب دفعه لولده يزيد وقال له: ما ترى؟، قال: أرى أن تبعث إليه جيشا يكون أوله عنده وآخره عندك يأتونك برأسه. فقال له معاوية: غير هذا خير. ثم قلب الكتاب وكتب على ظهره: أما بعد: فقد وقفت على كتابك يا ابن حوارى رسول الله ﷺ، ويا ابن ذات النطاقين، وساءنى ما ساءك .. ووالله لو كانت الدنيا بأسرها بينى وبينك لأتيتك بها .. وقد نزلت عن أرضى لك، فأضفها إلى أرضك بما فيها من العبيد والاموال .. والسلام.
فلما قرأها ابن الزبير رضى الله عنه بكى .. وكتب إليه: قد وقفت على كتاب أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه، ولا أعدمه الرأى الذى أحله من قريش هذا المحل .. والسلام.
فلما وقف معاوية عليه تهلل وجهه وأسفر، وقال لابنه: يا بنى، من عفا ساد، ومن حلم عظم، ومن تجاوز استمال إليه القلوب .. فإذا ابتليت بشىء من هذه الامور فداوه بمثل هذا الدواء.
نعم - إخوتاه -: وصل هؤلاء إلى الله - تعالى - بترويض أنفسهم على طاعته ولزوم أوامره واجتناب نواهيه وهذا أيضا من الحلم فى شرع الله .. قال ﷻ: " فاصفح الصفح الجميل " (الحجر: ٨٥)، وقال ﷻ: " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم " (النور: ٢٢)، والعفو: ترك المؤاخذة على الذنب، والصفح: ترك التأنيب

1 / 262