240

Uṣūl al-wuṣūl ilā Allāh Taʿālā

أصول الوصول إلى الله تعالى

Publisher

المكتبة التوفيقية

Edition Number

الثانية

Publisher Location

القاهرة

Genres

واستولت عليها محبتك، فمحبتك مانعة لها من كل لذة غير مناجاتك والاجتهاد فى خدمتك، وخشيتك قاطعة لها عن سبيل كل معصية جوفا لحلول سخطك. ثم بكى وقال: يا إخوتاه، ابكوا على فوت خير الآخرة، حيث لا رجعة ولا حيلة.
وعتبة الغلام القائل: تراك مولاى تعذب محبيك وأنت الحى الكريم:
" قال عنه سليم النحيف: رمقت عتبة ذات ليلة، فما زاد ليلته تلك على هذه الكلمات: إن تعذبنى فإنى لك محب، وإن ترحمنى فإنى لك محب. فلم يزل يرددها ويبكى حتى طلع الفجر.
وقال عنبسة الخواص: بات عندى عتبة الغلام ذات ليلة، فبكى من السحر بكاء شديدا، فلما أصبح قلت له: قد فزعت قلبى الليلة ببكائك، ففيم ذاك يا أخى؟ قال: يا عنبسة، إنى والله ذكرت يوم العرض على الله. ثم مال ليسقط فاحتضنته ... فناديته: عتبة عتبة، فأجابنى بصوت خفى: قطع ذكر يوم العرض على الله أوصال المحبين. قال: ويردده، ثم جعل يحشرج البكاء ويردده حشرجة الموت ويقول: تراك مولاى تعذب محبيك أنت الحى الكريم؟! قال: فلم يزل يرددها حتى والله أبكانى.
وقال عتبة ﵀: من سكن حبه قلبه لم يجد حرا ولا بردا. قال عبد الرحيم بن يحيى الدبيلى: يعنى من سكن حب الله قلبه، شغله حتى لا يعرف الحر من البرد، ولا الحلو من الحامض، ولا الحار من البارد.
وقال عتبة ﵀: من عرف الله أحبه، ومن أحب الله

1 / 252